بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
الزبير
بن العوام t
هذا الصحابي الجليل ابن عمة النبي
r صفية
بنت عبد المطلب .
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة
الذين ورد ذكرهم في حديث واحد وإلا فإن المبشرين بالجنة عددهم كثير , وهو أحد الستة
أصحاب الشورى الذين أمرهم عمر باختيار خليفة بعده , وأول من سل سيفه في سبيل الله .
أسلم وهو في السادسة عشرة من عمره
, وصحب رسول الله
r في كل
الغزوات , فناله من الأذى والتعذيب والاضطهاد على يد عمه الكثير , فهاجر إلي الحبشة
وكان يومها في الثامنة عشرة , وظل في جوار النجاشي حتى تعرض النجاشي لمؤامرة
للإطاحة به , وخرج الزبير بن العوام وكان صغيرا فنفخوا له قربة ووضعوها غلى صده ثم
سبح عليها حتى خرج إلى الناحية الأخرى من النهر التي فيها الواقعة بين النجاشي
وعدوه , وكان المسلمون يدعون للنجاشي بالنصر على عدوه , وعاد إليهم الزبير ليبشرهم
بهلاك عدو النجاشي وعودته إلي ملكه . وهاجر الهجرة الأخرى إلى المدينة , وفى غزوة
بدر قتل عمه نوفل بن خويلد .
شجاعة
الزبير
في غزوة أحد رأى النبي
r رجلا
يقتل المسلمين قتلا عنيفا , فقال للزبير : ((عليك به))
فكان أن اشتبك معه حتى وقعا على الأرض فقتله الزبير . ولما انصرف المشركون يوم أحد
رأى النبي
r أن
يتبعهم ببعض المسلمين على آثارهم وحتى يظنوا أن المسلمين قوة كبيرة , فخرج الزبير
وأبو بكر الصديق في سبعين نفرا في آثار المشركين , فانصرف المشركون وهم يظنون أن
المسلمين يطاردونهم .
غزوة
الخندق
ولما كانت غزوة الخندق , روى
البخاري أن رسول الله
r قال :
((من يأتينا بخبر بني قريظة؟)) وكانوا حلفاء المشركين
من أهل مكة , فقال الزبير : أنا يا رسول الله ولم يقم غيره , ثم دعا النبي
r المرة
الثانية والثالثة فلم يستجب غيره وذلك من شدة الخوف الذي أصاب المسلمين , فذهب على
فرس , فجاءهم بالخبر , فقال r : ((لكل
نبي حواري , وحواريي الزبير)) .
الحواري:
هو الصاحب والناصر , والحواريون هم أنصار سيدنا عيسى
عليه السلام .
موقعة
يوم حنين
في يوم حنين طارد المشركين حتى
أزالهم عن أماكنهم فسأل قائد المشركين عن الفارس الذي يطيح بهم؟ فقالوا له : إنه
رجل عاصب رأسه بعصابة حمراء , فقال : إنه الزبير بن العوام , وإنه لن يرجع إلى قومه
حتى يقضي علينا , فثبتوا واثبتوا , فكان أن أزاحهم عن أماكنهم .
الزبير
وفتح مصر
حين توجه عمرو بن العاص لفتحها كان
على رأس جيش به ثلاثة آلاف وخمـسمائة رجل فبعث إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
يطلب إليه المدد , فأرسل عمر بن الخطاب الزبير بن العوام على رأس جيش يبلغ
أربعة آلاف رجل . وكان على رأسهم من الصحابة المقداد بن الأسود , وعبادة بن الصامت
, ومسلمة بن مخلد , وخارجة بن حذافـة , وقال لعمرو : إنني أمدك بأربعة آلاف على رأس
كل ألف منهم رجل بألف رجل , وكان الزبير على رأسهم جميعا . فلما وصل الزبير وجد
عمرو بن العاص محاصرا حصن بابليون , وطالت فترة الحصار لمدة سبعة أشهر , فركب
الزبير حصانه , وطاف حول الحصن .
فقيل له : إن بها الطاعون . فقال :
إنما جئنا للطعن والطاعون . وقال لعمرو بن العاص : إنني أهب نفسي لله . ثم وضع سلما
وأسنده على الحصن من ناحية إحدى الأسواق ثم صعد وأمرهم إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه
, وإن هي إلا دقائق حتى كبر , فأقبل المسلمون يريدون أن يصعدوا على السلم وخاف عمرو
أن ينكسر من شدة اندفاعهم عليه ولكن الروم لما رأوا شجاعة العرب , انسحبوا .
زوجة
الزبير "السيدة أسماء بنت أبي بكر"
تزوج الزبير بن العوام من السيدة
أسماء بنت أبي بكر ((ذات النطاقين)) التي كانت تذهب
بالطعام إلى رسول الله
r وأبيها
في الغار . وهى أم عبد الله بن الزبير بن العوام .
مقتل
الزبير بن العوام
ذكر النبي
r أن
قاتل الزبير بن العوام في النار (من أهل النار) . فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن
أبي هريرة
t أن
رسول الله
r كان
على جبل حراء فتحرك الجبل , فقال r :((اسكن
حراء , فما عليك إلا نبي وصديق , وشهيد)) . فكان عليه النبي
r , وأبو
بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , وطلحة , والزبير , وسعد بن أبي وقاص
t .
وقد قتل
t في
نهاية وقعة الجمل .
***رضي الله عن الزبير بن العوام وعن
صحابة رسول الله r وعن التابعين***
|