سورة الحديد

 

قوله تعالى ‏{‏لا يَستَوي مِنكُم مَّن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ‏}‏ الآية‏.‏

روى محمد بن فضيل عن الكلبي أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ويدل على هذا ما أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال‏:‏ حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله السليطي قال‏:‏ حدثنا عثمان بن سلمان البغدادي قال‏:‏ حدثنا يعقوب بن إبراهيم المخزومي قال‏:‏ حدثنا عمر بن حفص الشيباني قال‏:‏ حدثنا عبد العلاء بن عمرو قال‏:‏ حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن آدم بن علي عن ابن عمر قال‏:‏ بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد خلها على صدره بخلال إذ نزل عليه جبريل عليه السلام فأقرأه من الله السلام وقال‏:‏ يا محمد ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال فقال‏:‏ يا جبريل أنفق ماله قبل الفتح علي قال‏:‏ فأقرئه من الله سبحانه وتعالى السلام وقل له‏:‏ يقول لك ربك‏:‏ أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال‏:‏ يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك من الله سبحانه السلام ويقول لك ربك‏:‏ أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط فبكى أبو بكر وقال‏:‏ على ربي أغضب أنا عن ربي راض أنا عن ربي راض‏.‏

قوله تعالى ‏{‏أَلَم يَأنِ لِلَّذينَ آَمَنوا أَن تَخشَعَ قُلوبُهُم لِذِكرِ اللهِ‏}‏ الآية‏.‏

قال الكلبي ومقاتل‏:‏ نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة وذلك أنهم سألوا سلمان الفارسي ذات يوم فقالوا‏:‏ حدثنا عما في التوراة فإن فيها العجائب فنزلت هذه الآية‏.‏

وقال غيرهما‏:‏ نزلت في المؤمنين‏.‏

أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال‏:‏ أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال‏:‏ أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي قال‏:‏ حدثنا إسحاق بن راهويه قال‏:‏ حدثنا عمرو بن محمد القرشي قال‏:‏ حدثنا خلاد بن الصفار عن عمرو بن قيس الملائي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن سعد قال‏:‏ أنزل القرآن زماناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زماناً فقالوا‏:‏ يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى ‏{‏نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ‏}‏ فتلاه عليهم زماناً فقالوا‏:‏ يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله تعالى ‏{‏اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ‏}‏ قال‏:‏ كل ذلك يؤمرون بالقرآن قال خلاد‏:‏ وزاد فيه آخر قالوا‏:‏ يا رسول الله لو ذكرتنا فأنزل الله تعالى ‏{‏أَلَم يَأنِ لِلَّذينَ آَمَنوا أَن تَخشَعَ قُلوبُهُم لِذِكرِ اللهِ‏}‏‏.


من كتاب أسباب النزول - للإمام أبى الحسن النيسابورى
المصدر : موقع طريق القرآن